|
|||
![]() في كل موسم يزرع الناس مختلف النباتات والأشجار والبذور ابتغاء تحصيل الثمار التي يعتمد عليها الإنسان كغذاء له ويتغذى عليها سائر الكائنات التي أوجدها الخالق سبحانه وتعالى على وجه الأرض فهو الخالق سبحانه وهو المتكفل بتوفير الرزق والعيش لجميع مخلوقاته وبطبيعة الإنسان يسعى وراء جلب الرزق له ولإبناءه سواءً بالزراعة أو بمختلف وسائل وطرق العيش الاخرى0 ولكن سيدور الحديث هنا حول الزراعة تحديداً لأنني وجدت أن أوجه الشبه كبيرة جداً بين موضوع الزراعة والموضوع الذي سأتناوله في سياق الحديث0 وكما سلف فالناس يزرعون لتحصيل الثمار اليافعة ليستفيدوا منها كغذاء لهم وتمتد فائدتها للآخرين من بعدهم ولا شك أن لكل عمل منغصاته وسلبياته وإيجابياته ففي حين يسعى الإنسان ويكابد ويزرع ثم يحصد فإن هناك كائناً أخرى هو بدوره يسعى ويجاهد ولكن في اتجاه معاكس تماماً وذلك الكائن هو ( الجراد ) الذي يأتي على ما زرعه الناس ويقضي عليه تماماً ثم يهاجر وكأنه لم يفعل شيئاً ولوا يعلم بقدر الجهود التي بذلها الناس لتحصيل هذه الثمار لا أظنه يفعل ذلك وعلى الرغم من وجود هذه المنغصات والسلبيات ستبقى هذه المهنة الشريفة ( الزراعة ) رمزاً مشرقاً يتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل حتى يرث الله الأرض ومن عليها 0 وهنا يأتي مبتغى الحديث حول الزراعة وصلب الموضوع وقد أحببت أن أجعل هذه المقدمة تمهيداً لما سأتحدث عنه حيث شاهدة أنا وغيري الكثير ما يزرعه بعض أبناء بلدتنا الطيبة ( بني عيسى ) أولئك الأبناء المخلصين الأبناء الصادقين الرجال الذين يشار إليهم بالبنان الرجال الذين يقال عنهم كما قرأت في توقيع أحد أعضاء المنتدى الكرام ( كنرجلاً أن أتوا بعده يقولون مرّ وهذا الأثر) نعم هؤلاء لهم أثر ولهم الفضل بعد الله عز وجل فهم يزرعون ليحصد غيرهم ويستفيد الناس من محاصيل زراعتهم فهم يزرعون الخير لنا ويجتهدون من أجلنا ويسعون دائماً لتطوير ديارنا يقيمون منشطاً هنا وهناك وبرنامجاً نافعاً ومركزاً مفيداً وآخر جهة خيرية لسد حاجة الناس وتوجيههم وجلب المنافع لهم من خلال توعية أبنائها وتثقيفهم وتحصينهم ضد الأفكار الهدامة والضالة والسير بهم نحو التطوير والتقدم الصحيح لمفهوم الحياة0 ولهؤلاء الرجال الصادقين في كل موسم لقاء مع مشروع جديد وزرعاً مبارك تقوم بزراعته أفكارهم النيرة فيحصد الناس في تلك الديار الشيء الكثير ويستفيدوا مما زرع في تلك المشاريع سواءً كان المشروع أهلياً أو رسمياً كالمراكز الصيفية والمسابقات والندوات والبرامج الأخرى فتجد الكثير يتوافد إليها بغية الاستفادة من ثمراتها ولكن ومع الأسف الشديد فإن لتلك الجهود والزروع أناساً يقومون بدور ( الجراد ) فهم يأتون في كل موسم ليقضوا على ما زرعه أولئك الرجال فأصبحوا بذلك كجراد المواسم ليس لهم شأن إلا التنغيص على المثابرين جهودهم والزارعين زروعهم ومحاولة إفشال المشاريع حسداً من عند أنفسهم فشعارهم دائماً إن لم أكن بارزاً في كل عمل أو مشروع ( مديراً , رئيساً , مسئولاً ) فأنا ضده ويصبح هذا المشروع في نظره فاشل وغير مفيد وليس شرعياً وقد يثير الشكوك والإشاعات في أوساط المجتمع بأن المشروع غير مدرجاً تحت مضله الرسمية ويبدى يعد العدة لإفشال هذا العمل المبارك والمفيد للجميع ويجعل له أعواناً في نظريته تلك مما يشيع لنا في كل موسم مشكله حول إقامة أي من تلك المشاريع وقس على ذلك بقية المشاريع الأخرى 0 وقد يتساءل الكثير وأنا أولهم إلى متى سنرى مثل هذه الأمور والنظريات القاصرة التي لاتعدو أن تكون قد انبثقت عن تفكير رجعي متخلف عديم الإحساس بالمسؤولية وخالي من الشعور والحس الاجتماعي النبيل فضلاً عن تخليه عما هو واجباً عليه تجاه التعاون على البر والتقوى وكونه ملزماً شرعاً أن يكون داعياً إلى الخير وحاثاُ عليه0 فيا ترى : ما هو الحل مع هؤلاء بعد الدعاء لهم بالهداية والصلاح؟ وما هو المبيد المناسب للقضاء على ظهور مثل هذه الحالات في كل موسم ؟ بقلم : الثــــــــامري |
|||
|
|||