زورق المنتدى




:::الجسد والروح :::

خلق ابن آدم بدنه من الأرض وروحه من ملكوت السماء...وقرن بينهما..
فإذا أجاع بدنه وأسهره وأقامه في الخدمة وجدت روحه خفة وراحة..
فتاقت الى الموضع الذي خلقت منه واشتاقت الى عالمها العلوي..
وإذا اشبعه ونعمه ونومه واشتغل بخدمته وراحته.. أخلد البدن الى الموضع الذي خلق منه..

وبالجملة....
فكلما خف البدن لطفت الروح وخفت وطلبت عالمها العلوي.. وكلما ثقل البدن وأخلد
الى الشهوات والراحة.. ثقلت الروح وهبطت من عالمها وصارت أرضية سفلية..
فترى الرجل روحه في الرفيق الأعلى وبدنه عندك.. فيكون نائما على فراشه
وروحه عند سدرة المنتهى تجول حول العرش..
وآخر واقف في الخدمة ببدنه وروحه في السفل تجول حول السفليات..
فإذا فارقت الروح البدن التحقت برفيقها الأعلى أو الأدنى.. فعند الرفيق الأعلى كل قرة عين
وكل نعيم وسرور ولذة وبهجة وحياة طيبة.. وعند الرفيق الأسفل كل هم وغم وضيق وحزن
وحياة نكد وضنك..

قال تعالى : ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)..
.........................

::: الإخلاص بالإخلاص :::

إن أخوف آية في القرآن الكريم هي قوله تعالى:
( وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثور)..

أنها والله حقا من أكثر الآيات تخويفا للمؤمنين.. وتتحدث عن فئة من المسلمين تقدم بأعمال
كجبال تهامة من حج وصدقات وقراءة قرآن وأعمال بر كثيرة وقيام ليل ودعوة وصيام وغيرها
من الأعمال.. فيكون صاحبها من المفلسين وذلك لأن عنصر الإخلاص كان ينقص هذه الأعمال
فليس لصاحب تلك الأعمال إلا التعب والسهر والجوع .. ولا خلاص يوم القيامة من العذاب والفضيحة
إلا بالإخلاص فلا قبول لعمل إلا بالإخلاص...

نسأل الله تعالى أن يجعل جميع أعمالنا وأقوالنا وعباداتنا خالصة لوجهه الكريم لا تشوبها شائبة الرياء.


***قال ابن القيم***
العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملاء جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه..

*** قال الجنيد***
الإخلاص سر بين الله وبينالعبد .. لايعلمه ملك فيكتبه ولا شيطان فيفسده ولا هوى فيميله...

...........................

::: الراحة في الجنة :::

( لقد خلقنا الإنسان في كبد )

يقول احمد بن حنبل وقد قيل له متى الراحة؟؟ قال: إذا وضعت قدمك في الجنة ارتحت...

لا راحة قبل الجنة... هنا في الدنيا ...ازعاجات..وزعزعه..وفتن.. ومصائب ونكبات.. ومرض ..
وهم وغم.. وحزن ويأس.. والكل في جلبة راحل ومرتحل يبحث عن الراحة والسعادة..

كان مسروق - أحد علماء السلف - ينام ساجداً.. فقال له أصحابه: لو أرحت نفسك.. قال راحتها أريد.

إن الذين يتعجلون الراحة بترك الواجب.. إنما يتعجلون العذاب حقيقة..
إن الراحة في أداء العمل الصالح.. والنفع المتعدي.. واستثمار الوقت فيما يقرب من الله..
وهكذا خلقت الحياة مطبوعة على كدر.. خاتمتها الفناء.. فهي مشرب مكدر..
وهي مزاج ملون .. لا تستقر على شيء نعمة ونقمة.. شدة ورخاء.. غنى وفقر...

..........................

::: نبضة قلب :::

(موقفان يندم عليهما الإنسان )..

1/ ساعة الإحتضار حيث يستدبر الإنسان الدنيا ويستقبل الأخرة..
ويتمنى لو منح من الزمن أخر الى أجل قريب ليصلح ما أفسده ويدرك ما فاته..

2/ الآخرة حيث توفى كل نفس ما عملت وتجزى بما كسبت ويدخل أهل الجنة الجنة ..
وأهل النار النار..
فيتمنى أهل النار لو يعودون مرة أخرى الى حياة التكليف ومن جديد عمل صالح..

حيث إذا جاء الموت قال : ( ربي ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت )..

هيهات هيهات لما يطلبون..
(كلا انها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون )...

فقد انتهى زمن العمل وولى.. وجاء زمن الحساب والجزاء....